شهدت سهول سيرينجيتي حادثاً مؤثراً عندما وثق المرشد السياحي فرانسيس كيجازي لحظات درامية لظبي أعمى وهو يسير مباشرة نحو مجموعة من الأسود، غير مدرك للخطر المحدق به.
بدأت القصة خلال جولة صباحية، حيث رصد كيجازي ومجموعته أسوداً تستريح في الأعشاب الطويلة التي تغطي السهول. في البداية، بدت الأسود غير مهتمة بمحيطها وبالحيوانات العديدة التي كانت ترعى في السهول، لكن المشهد تغير تماماً عندما لمحت حركة الظبي الضخم يقترب منها.
تعرف كيجازي، الذي عمل مرشداً في سيرينجيتي لسنوات عديدة، على هذا الظبي فوراً، إذ كان حيواناً معروفاً في المنطقة بسبب عماه. قد يكون فقد بصره نتيجة إصابة أو عدوى أو حالة وراثية، لكن ما كان واضحاً هو أن حالته جعلته في موقف ضعيف للغاية أمام المفترسات.
استمر الظبي في السير بخطى ثابتة، غير مدرك لوجود الأسود التي ظلت ساكنة في العشب الطويل مع اقترابه.
يعد هذا النوع من الظباء أكبر الأنواع في أفريقيا، حيث يمكن أن يصل وزنه إلى 1000 كيلوجرام وارتفاعه إلى 1.8 متر عند الكتف، مما يجعل اصطياده إنجازاً كبيراً لمجموعة من الأسود.
عندما أدرك الظبي أخيراً وجود الأسود وحاول الهرب، كان الوقت قد فات. أظهر الظبي مقاومة مثيرة للإعجاب رغم عماه، لكن قوة وسرعة اللبؤات كانت حاسمة في المطاردة القصيرة التي انتهت بهجوم جماعي عليه.
يقول فرانسيس: “كمرشد سفاري، شهدت الكثير من التفاعلات بين المفترسات وفرائسها، لكن هذه الحادثة كانت خاصة. رغم الحزن لرؤية الظبي يلقى نهايته بهذه الطريقة العنيفة، إلا أنها كانت شهادة على قدرة الحيوانات على التكيف والصمود في هذه البيئة القاسية.”