حكاية فريدة تجمع بين رمزين من رموز كرة القدم العالمية، تبدأ من نهاية التسعينيات حين كان الشباب المصري يتابع بشغف بطولات أوروبا على المقاهي، وتنتهي اليوم بإنجاز تاريخي جديد يضيفه النجم المصري محمد صلاح إلى سجله الذهبي في الدوري الإنجليزي.
في تلك الفترة، كان ديفيد بيكهام يمثل ثورة في عالم كرة القدم، خاصة في موسم 1999 من دوري أبطال أوروبا، حيث قدم مفهوماً جديداً لدور صانع اللعب.
لم تكن “صناعة اللعب” مصطلحاً شائعاً قبل بيكهام، لكنه غير هذا المفهوم بأدائه الاستثنائي وعرضياته المتقنة وركلاته الثابتة المميزة.
بيكهام لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان معلماً في فن صناعة اللعب، حتى أن شهرته الخارجية وقصات شعره المميزة جاءت كنتيجة طبيعية لموهبته الفذة في الملعب.
استطاع أن يصنع 8 أهداف في موسم واحد من دوري الأبطال، في مواجهات صعبة ضد أقوى الفرق الأوروبية.
واليوم، يأتي محمد صلاح، نجم ليفربول والكرة المصرية، ليتجاوز رقم الأسطورة الإنجليزية.
مفارقة جميلة أن يكون لاعب مصري هو من يكسر رقم اللاعب الذي كان يزين أول قميص كرة قدم اشتراه جيل كامل من عشاق الساحرة المستديرة في مصر.
صلاح، الذي أصبح أيقونة ليفربول بعد ليلة اسطنبول الشهيرة, يواصل كتابة التاريخ في البريميرليج، مثبتاً أنه ليس مجرد هداف، بل صانع لعب من طراز فريد.
هذا الإنجاز يمثل لحظة تاريخية تجمع بين جيلين: جيل شاهد بيكهام وهو يبدع في الملاعب الإنجليزية، وجيل يشهد اليوم صلاح وهو يكتب فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم العالمية.
