تقود محافظة البحيرة مشروعاً حضارياً فريداً يهدف إلى إعادة إحياء الهوية التاريخية لمدينة رشيد العريقة، استجابة لتوجيهات القيادة السياسية بتحويل المدينة إلى متحف مفتوح يحكي قصة الحضارة المصرية.
وأوضحت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، أن المشروع يستهدف استثمار الثروة المعمارية والتراثية الفريدة التي تزخر بها المدينة، والتي تتجلى في مجموعة متميزة من المساجد والمنازل التاريخية التي تجسد روعة العمارة الإسلامية الأصيلة.
وتتضمن رؤية المحافظة إعداد استراتيجية تسويقية متكاملة لمدينة رشيد، تهدف إلى استقطاب السياح من داخل مصر وخارجها، مع التركيز على استثمار المقومات الزراعية في المنطقة لتأسيس نموذج مبتكر للسياحة الريفية.
ويتوقع أن يسهم هذا المشروع في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة للشباب، فضلاً عن دوره في الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.
وفي سياق متصل، كشفت محافظ البحيرة عن الاهتمام الخاص الذي توليه المحافظة لمسار العائلة المقدسة في وادي النطرون، حيث تم تخصيص نحو 80 مليون جنيه لتطوير المنطقة وتهيئتها سياحياً.
وشمل المشروع تطوير شبكة طرق بطول 24 كيلومتراً، مع تنفيذ أعمال الرصف والإنارة والتشجير، وتركيب اللوحات الإرشادية اللازمة.
وأكدت عازر أن مسار العائلة المقدسة يمثل كنزاً تاريخياً ودينياً فريداً تنفرد به مصر عن باقي دول العالم، مشيرة إلى أن تطوير هذا المسار يأتي في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز السياحة الدينية وترسيخ مكانة مصر كمنارة للتسامح والتعايش بين الحضارات والأديان.
ويعكس المشروعان – تطوير رشيد ومسار العائلة المقدسة – رؤية مصر الاستراتيجية في استثمار تراثها الحضاري والديني لتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية وتراثها العريق للأجيال القادمة.