احتضنت القاهرة حدثاً علمياً استثنائياً يمثل نقطة تحول في مسيرة البحث الطبي العربي، حيث شهدت رحاب جامعة عين شمس ميلاد مشروع علمي طموح يتجسد في إطلاق الشبكة العربية للبنوك الحيوية، برعاية كريمة من القيادات الأكاديمية والبحثية في الجامعة.
اجتمعت نخبة من العقول العلمية العربية والدولية تحت سقف واحد، حيث تصدر المشهد الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور علي الأنور، عميد كلية الطب، إلى جانب كوكبة متميزة من الخبراء والمتخصصين في مجال البنوك الحيوية والبحث العلمي.
يمثل بنك السرطان الحيوي في مركز أبحاث طب عين شمس (MASRI) قصة نجاح مصرية خالصة، حيث نجح في جمع ما يزيد عن 30 ألف عينة تغطي أنواعاً متعددة من الأورام السرطانية.
وكشف الدكتور هشام الغزالي، مدير المركز، عن أن هذا المخزون الثمين يضم عينات من سرطانات الثدي والرئة والمثانة والقولون والمستقيم، مؤكداً أن هذه العينات تشكل ثروة علمية تدعم جهود تطوير علاجات مبتكرة وأساليب تشخيصية متقدمة.
تتميز هذه المبادرة العلمية الرائدة بتشكيل تحالف عربي قوي، حيث تقود مصر المشروع بالتعاون مع قطر والأردن، مع آفاق واعدة لانضمام دول عربية أخرى مثل تونس والجزائر وليبيا.
ويعزز من قيمة هذا التحالف عضوية البنك الحيوي المصري في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، مما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون الدولي.
وفي تطور لافت، أعلن الدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، عن مضاعفة الدعم المالي للمشروع، مما يعزز فرص توسيع نطاق الشبكة وضم المزيد من الدول العربية.
ويأتي هذا المشروع ضمن 28 مبادرة بحثية تهدف إلى تعزيز التعاون العربي في مجال البحث العلمي.
تتجلى أهمية هذه الشبكة في دورها المحوري كمنصة للتعاون العلمي وتبادل الخبرات بين الباحثين العرب ونظرائهم الدوليين.
وتهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات بيولوجية شاملة تدعم الأبحاث الطبية المتقدمة وتساهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الصحية في المنطقة العربية.
واختتم المؤتمر فعالياته بتكريم خاص للدكتور هشام الغزالي تقديراً لجهوده المتميزة على مدار ثماني سنوات في تطوير وتعزيز مشروع البنوك الحيوية، مما يؤكد أهمية الدور الريادي المصري في دفع عجلة البحث العلمي العربي نحو آفاق جديدة.