تألقت قرية بني طالب التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط كنموذج حي لإحياء التراث الصناعي المصري، حيث قام الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بزيارة تفقدية للورش الحرفية المتخصصة في تحويل نبات الحلفا إلى منتجات تقليدية متميزة.
رافقه في جولته الميدانية كل من عبد الرؤوف النمر، رئيس مركز ومدينة الفتح، ونفيسة عبد السلام، المسؤولة عن المشاركة المجتمعية بالمحافظة.
وخلال تجواله بين أروقة الورش، استمع المحافظ باهتمام بالغ إلى شرح مفصل من أحد الحرفيين المهرة حول مراحل تصنيع منتجات الحلفا.
تبدأ العملية بجمع النبات المتوفر بكثرة على جوانب الطرق السريعة وضفاف الترع وبالقرب من السكك الحديدية، ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام.
بعدها، يتم غمر النبات في الماء لزيادة وزنه، ليبدأ بعدها مرحلة التصنيع باستخدام أداة تقليدية تسمى “الشدة”، وهي عبارة عن تركيبة من الأوتاد والحبال ولوح خشبي مثقب تمر من خلاله خيوط الحلفا.
وأثناء لقائه بالحرفيين التقليديين في القرية، استمع أبو النصر إلى قصصهم عن هذه الحرفة العريقة التي تناقلوها أباً عن جد، وجهودهم المستمرة للحفاظ عليها من الاندثار.
وأشاد المحافظ بجودة المنتجات اليدوية المصنعة من الحلفا، مؤكداً على مميزاتها الفريدة كونها تحافظ على البرودة صيفاً والدفء شتاءً، فضلاً عن أسعارها المعقولة التي تناسب مختلف شرائح المجتمع.
وفي إطار خطة متكاملة لتطوير هذه الصناعة التقليدية، أعلن المحافظ عن تنظيم معرض شامل لمنتجات الحلفا بالمحافظة، يهدف إلى فتح آفاق تسويقية جديدة وتشجيع المزيد من الأسر المنتجة على الانخراط في هذا المجال.
كما وعد بتقديم كافة أشكال الدعم الممكنة، بما في ذلك توفير برامج تدريبية متخصصة للحرفيين وتذليل العقبات التي قد تواجههم.
وأكد المحافظ أن هذه المبادرة تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، مشيراً إلى أن تطوير هذا القطاع يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، ويعزز من فرص التمكين الاقتصادي للشباب والأسر المنتجة.