شهدت سوريا تحولاً تاريخياً بانتهاء حكم بشار الأسد، مغلقةً بذلك صفحة من عدم الاستقرار دامت لأربعة عشر عاماً.
وعلى الرغم من المبادرة التركية للتعاون مع النظام السوري السابق من أجل توحيد البلاد، إلا أن تلك المحاولات قد قوبلت بالرفض.
ويفتح هذا التطور الباب أمام عودة ملايين السوريين الذين اضطرتهم الظروف للجوء إلى بلدان أخرى. وفي هذا السياق، تبرز عدة أولويات أساسية للمرحلة المقبلة، على رأسها الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحماية مؤسسات الدولة، مع التشديد على ضرورة معاملة جميع الأقليات في سوريا بمساواة تامة دون أي تمييز.
كما يجب تأمين الانتقال السلس للسلطة مع تجنب أي أضرار قد تلحق بالشعب السوري، والحيلولة دون استغلال المنظمات الإرهابية للوضع الراهن. وقد أشادت أنقرة بالموقف البناء الذي اتخذته كل من روسيا وإيران تجاه التطورات الأخيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام السابق لم يستثمر الفرصة التي أتيحت له منذ تجميد عملية أستانا عام 2016 لمعالجة مشكلاته الداخلية.
أما بالنسبة لمصير بشار الأسد، فتشير المعلومات إلى احتمال وجوده خارج سوريا، دون تأكيد مكانه بالتحديد.
وفي إطار دعم المرحلة الانتقالية، تؤكد الجهات المعنية استعدادها لتقديم كافة أشكال المساعدة للإدارة السورية الجديدة لتجاوز التحديات الاقتصادية وغيرها من المشكلات التي تواجه البلاد.